عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:30 pm
48
الفصل الثاني عشر
القرآن لا يمكن أن يكون مؤلفاً
قلت لصديقي: ربما كان حديث اليوم عن لمحات العلم في القرآن أكثر إثارة لعقلك العلمي من جلستنا السابقة، فما كان الفلك الحديث ولا علوم الذرّة ولا علوم البيولوجيا والتشريح معروفة حينما نزلت الآيات الكونية في القرآن منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة لتتكلم عن السماوات والأرض والنجوم والكواكب، وخلق الجنين وتكوين الإنسان بما يتفق مع أحداث العلوم التي جاء بها عصرنا.
ولم يتعرض القرآن لهذه الموضوعات بتفصيل الكتاب العلمي المتخصص، لأنه جاء في المقام الأول كتاب عقيدة ومنهج وتشريع.
ولو أنه تعرض لتلك الموضوعات بتفصيل ووضوح لصدم العرب بما لا يفهمونه، ولهذا لجأ إلى أسلوب الإشارة واللمحة والومضة لتفسرها علوم المستقبل وكشوفه بعد ذلك بمئات السنين، وتظهر للناس جيلاً بعد جيل كآيات ومعجزات على صدق نزول القرآن من الله الحق.
ودحا هي الكلمة الوحيدة في القاموس التي تعني البسط والتكوير معاً، والأرض كما هو معلوم مبسوطة في الظاهر ومكورة في الحقيقة، بل هي أشبه بالدحية "البيضة" في تكويرها، ثم نقرأ إشارة أخرى صريحة عن أن الجبال تسبح في الفضاء، وبالتالي فالأرض كلها تسبح بجبالها حيث هي والجبال كتلة واحدة:
فالجبال التي تبدو جامدة ساكنة هي في الواقع سابحة في الفضاء، وتشبيه الجبال بالسحب فيه لمحة أخرى عن التكوين الهش للمادة، التي نعرف الآن أنها مؤلفة من ذرّات، كما أن السحب مؤلفة من قطيرات. ثم الكلام عن تواقت الليل والنهار بدون أن يسبق أحدهما الآخر من مبدأ الخلق إلى نهايته.
إشارة أخرى إلى كروية الأرض، حيث بدأ الليل والنهار معاً وفي وقت واحد منذ بدء الخليقة كنصفي كرة، ولو كانت الأرض مسطحة لتعاقب النهار والليل الواحد بعد الآخر بالضرورة.
ثم تأتي القيامة والأرض في ليل ونهار في وقت واحد كما كانت في البدء.
وفي قوله تعالى ليلاً أو نهاراً، تأكيد لهذا التواقت الذي لا تفسير له إلا أن نصف الأرض محجوب عن الشمس ومظلم، والآخر مواجه للشمس ومضيء بحكم كونها كروية، ولو كانت مسطحة لكان لها في كل وقت وجه واحد، ولما صح أن نقول { وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ } 40 يـس
ولا تكون المسافة على الأرض أبعد ما تكون بين مشرقين إلا إذا كانت الأرض كروية. ثم الكلام عن السماء بأن فيها مسارات ومجالات وطرقاً:
{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ } 7 الذاريات، والحبك هي المسارات { وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ } 11 الطارق، أي أنها ترجع كل ما يرتفع فيها إلى الأرض، ترجع بخار الماء مطراً، وترجع الأجسام بالجاذبية الأرضية، وترجع الأمواج اللاسلكية بانعكاسها من طبقة الأيونوسفير، كما ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء معكوسة إلى الأرض بنفس الطريقة فتدفئها في الليل، وكما تعكس السماء ما ينقذف إليها من الأرض كذلك تمتص وتعكس وتشتت ما ينقذف إليها من العالم الخارجي، وبذلك تحمي الأرض من قذائف الأشعة الكونية المميتة، والأشعة فوق البنفسجية القاتلة، فهي تتصرف كأنها سقف.
وهو ما يعرف الآن باسم تمدد الكون المطرد، وكان مثقال الذرة يعرف في تلك الأيام بأنه أصغر مثقال، وكانت الذرة توصف بأنها جوهر فرد لا ينقسم، فجاء القرآن ليقول بمثاقيل أصغر تنقسم إليها الذرة، وكان أول كتاب يذكر شيئاً أصغر من الذرة.
كل هذه لمحات كاشفة قاطعة عن حقائق مذهلة مثل كروية الأرض، وطبيعة السماء والذرة، وهي حقائق لم تكن تخطر على بال عاقل أو مجنون في ذلك العصر البائد الذي نزل فيه القرآن، ثم بصيرة القرآن في تكوين الإنسان وكلامه عن النطفة المنوية وانفرادها بتحديد جنس المولود.
بل سوف نجسد حتى ذلك البنان ونسويه كما كان، وفي ذلك لفتة إلى الإعجاز الملحوظ في تسوية البنان بحيث لا يتشابه فيه اثنان، وأوهن البيوت في القرآن هو بيت العنكبوت، لم يقل الله خيط العنكبوت بل قال بيت العنكبوت، وخيط العنكبوت كما هو معلوم أقوى من مثيله من الصلب أربع مرات، إنما الوهن في البيت لا في الخيط، حيث يكون البيت أسوأ ملجأ لمن يحتمي فيه، فهو مصيدة لمن يقع فيه من الزوار الغرباء، وهو مقتل حتى لأهله، فالعنكبوت الأنثى تأكل زوجها بعد التلقيح، وتأكل أولادها عند الفقس، والأولاد يأكل بعضهم بعض.
إن بيت العنكبوت هو أبلغ مثال يضرب عن سوء الملجأ وسوء المصير، وهكذا حال من يلجأ لغير الله، وهنا بلاغة الآية.
وجاءت خاتمة الآية عبارة، (لو كانوا يعلمون)، إشارة إلى أنه علم لن يظهر إلا متأخراً، ومعلوم أن هذه الأسرار البيولوجية لم تظهر إلا متأخرة، كذلك نجد في سورة الكهف.
ونعرف الآن أن ثلاثمائة سنة بالتقويم الشمسي تساوي ثلاثمائة وتسعاً بالتقويم القمري باليوم والدقيقة والثانية، وفي سورة مريم يحكي الله تبارك وتعالى عن مريم وكيف جاءها المخاض فأوت إلى جذع النخلة وهي تتمنى الموت، فناداها المنادي أن تهز بجذع النخلة وتأكل ما يتساقط من رطب جنى.
ولمـاذا الرطـب؟!! إن أحدث بحث علمي عن الرطب يقول: إن فيه مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة، وتساعد على منع النزيف بعد الولادة، مثل مادة Oxytocin، وأن فيه مادة ملينة، ومعلوم طبياً أن الملينات النباتية تفيد في تسهيل وتأمين عملية الولادة بتنظيفها للقولون.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:33 pm
52
إن الحكمة العلمية لوصف الرطب وتوقيت تناول الرطب مع مخاض الولادة فيه دقة علمية واضحة، هذه الأمثلة من الصدق العلمي والصدق المجازي والصدق الحرفي هو ما أشار إليه الله سبحانه واصفاً القرآن بأنه { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ } 42 سورة فصلت
اختلافاً بين الآيات وبين بعضها بمعنى تناقضها، واختلافاً عن الحقائق الثابتة التي سوف تكشفها العلوم، وكلا الاختلافين نجده دائماً في الكتب المؤلفة، ولهذا يحرص المؤلف على أن يضيف أو يحذف أو يعدل كلما أصدر طبعة جديدة من كتبه، ونرى النظريات تتلو بعضها البعض مكذبة بعضها البعض، ونرى المؤلف مهما راعى الدقة يقع في التناقض، وهي عيوب لا نجدها في القرآن.
وهو بعد ذلك معجزة، لأنه يخبرك عن ماض لم يؤرخ ويتنبأ بمستقبل لم يأت، وقد صدقت نبوءات القرآن المتعددة عن انتصار الروم بعد هزيمتهم.
لقد دعا بالرزق لهذا الوادي الجديب، ثم جاء وعد الله لأهل مكة بالرخاء والغنى حينما أمرهم بمنع المشركين من زيارة البيت فخافوا البوار
الاقتصادي والكساد، "وكان أهل مكة يعتمدون في رواجهم على حج البيت" فقال ليطمئنهم { وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ } 28 التوبة
وهو وعد نراه الآن يتحقق أمامنا في البترول الذي يتدفق من الصحراء بلا حساب وترتفع أسعاره في جنون يوماً بعد يوم، ثم في كنوز اليورانيوم التي تخفيها تلك الصحاري بما يضمن لها الرخاء إلى نهاية الزمان.
ثم نرى القرآن يحدثنا عن الغيب المطلسم في أسرار الجن والملائكة مما لم يكشف إلاّ لقلة من المخصوصين من أهل التصوف، فإذا رأى هؤلاء فهم لا
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:40 pm
يرون إلا ما يوافق كلمة القرآن، وإذا طالعوا لا يطالعون إلا ما يطابق أسراره.
ثم هو يقدم لنا الكلمة الأخيرة في السياسة والأخلاق، ونظم الحكم والحرب والسلم، والاقتصاد والمجتمع، والزواج والمعاشرة، ويشرع لنا من محكم الشرائع ما يسبق به ميثاق حقوق الإنسان، كل ذلك في أسلوب منفرد وعبارة شامخة وبنيان جمالي وبلاغي هو نسيج وحده في تاريخ اللغة.
سألوا ابن عربي عن سر إعجاز القرآن فأجاب بكلمة واحدة هي "الصدق المطلق"، فكلمات القرآن صادقة صدقاً مطلقاً، في حين أقصى ما يستطيعه مؤلف هو أن يصل إلى صدق نسبي، وأقصى ما يطمع فيه كاتب هو أن يكون صادقاً حسب رؤيته، ومساحة الرؤية دائماً محدودة ومتغيرة من عصر إلى عصر، كل واحد منا يحيط بجانب من الحقيقة وتفوته جوانب، ينظر من زاوية وتفوته زوايا، وما يصل إليه من صدق دائماً صدق نسبي، أما صاحب العلم المحيط والبصر الشامل فهو الله وحده، وهو وحده القادر على الصدق المطلق، ولهذا نقول على القرآن إنه من عند الله، لأنه أصاب الصدق المطلق في كل شيء.
سألوا محمداً عليه الصلاة والسلام عن القرآن فقال:
"فيه نبأ ما قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذكر الحكيم، وهو حبل الله المتين، وهو الصراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو الذي لا تلتبس به الألسن، ولا تزيغ به العقول، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه".
عن انفجار شمسنا ونهاية الحياة على الأرض وقيام القيامة يقول ربنا في سورة الرحمن الآيات
وتأتينا علوم الفلك الآن وبعد ألف وأربعمائة سنة من نزول القرآن، بأن هذه نهاية النجوم التي تملأ السماء بألوانها المبهرة، بل ويطلق الفلكيون على بعض هذه النجوم المنفجرة اسم Rosetta أي وردة.
من أي مصدر جاءت هذه النبوءات للرسول منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، إلا أن تكون من رب الكون نفسه، ويستطيع أي قارئ أن يرى هذه العجائب على الانترنت موقع NASA باب Astronomical picture of the day بعنوان Cats eye وهذا كلامهم وليس كلامنا، وهذا هو كتابنا يا صديقــي ولهذه الصفات مجتمعة لا يمكن أن يكون مؤلفاً
فعلاً كلها تساؤلات تمليها النفس الأمارة بالسوء على كل إنسان مؤمن وبرأيي فإنها تحضه على زيادة معرفته وتوسيع قراءاته ليتزود بالحجج اللازمة للرد على تساؤلات نفسه الأمارة بالسوء أو شيطانه (الممثلة بالصديق الملحد) ولهذا يامرنا ديننا في كل مناسبة بالعلم والعلم والعلم ومع كل العلم (الذي لم نؤت منه إلا قليلا) تبقى هناك بعض التساؤلات التي لن يتوصل لها العقل البشري القاصر إلى إجابة فعليه حينها أن يعود إلى سلاحه القديم والأساسي (إيمانه بالله تعالى) والذي سيردعه عن كل شطط في التفكير أو غرور في العلم
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:43 pm
53
الفصل الثالث عشر
شــــــكوك
قال صاحبي: - تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية: { فمن شاء فليؤمن ومن شاءفليكفر } 39 الكهف والآية الأخرى التي تنقضها: { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } 30 الإنسان ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يسألون: { ستكتب شهادتهم ويسألون } 19 الزخرف
{ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } 44 الزخرف
ومرة أخرى يقول: { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } 78 القصص وأنهم سوف يعرفون بسيماهم: { فيؤخذ بالنواصى والأقدام } 41 الرحمن ومرة يقول إنه لا احد سوف يشد وثاق المجرم: { ولا يوثق وثاقه أحد } 26 الفجر بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه { كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } 14 الإسراء ومرة يقول: { ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه } 32 الحاقة
قلت له: هذه ليست تناقضات، ولنفكر فيها معاً، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، آية صريحة تشير إلى حرية العبد واختياره، ولكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلابا، وإنما أعطاها إيانا بمشيئته، فتأتي الآية الثانية لتشرح دلك فتقول:
{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله } 30 الإنسان
أي أن حرية العبد ضمن مشيئة الرب وليست ضدها، أي أن حرية العبد يمكن أن تناقض الرضا الإلهي فتختار المعصية ولكنها لا يمكن أن تناقض المشيئة، فهي تظل دائماً ضمن المشيئة، ولو خالفت الرضا، وهي نقطة دقيقة، وقلنا إن التسيير الإلهي هو عين التخيبر، لأن الله يختار للعبد من جنس نيته وقلبه، ومعنى ذلك أنه يريد للعبد نفس ما أراد العبد لنفسه بنيته واختيار قلبه، أي أن العبد مسير إلى ما اختار، ومعنى ذلك أنه لا إكراه وأنه لا ثنائية ولا تناقض،
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:44 pm
وأن التسيير هو عين التخيير، وهي مسألة من أدق المسائل في فهم لغز المخير والمسير، وما تسميه أنت تناقضاً هو في الحقيقة جلاء ذلك السر.
أما الآيات الواردة عن الحساب فإن كل آية تعنى طائفة مختلفة، فهناك من سوف يسأل وتطلب شهادته، وهناك من ستكون ذنوبه من الكثرة بحيث تطفح على وجهه، وهؤلاء هم الذين سوف يعرفون بسيماهم فيؤخذون بالنواصى والأقدام، وهناك المعاند المنكر الذي سوف تشهد عليه يداه ورجلاه:
{ اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون } 65 يس
وهناك من سيكون حسيباً على نفسه يعذبها بالندم ويشد وثاقها بالحسرة، وهو الذي لا يوثق وثاقه أحد، وهناك أكابر المجرمين الجبارين الذين سوف يكذبون على الله، وهم يواجهونه ويحلفون الكذب وهم في الموقف العظيم:
{ يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون } 18 المجادلة
وهؤلاء هم الذين سوف يسحبون على وجوههم ويوثقون في السلاسل، وأبو حامد الغزالي يفسر هذه السلاسل بأنها سلاسل الأسباب.
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي:
{ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت } 34 لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره:
{ وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو } 51 الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكرا أم أنثى، وما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية؟
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث، وهو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة وإغاثتها ونقلها من حال الجدب إلى حال الخصب والرخاء، والمطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة.
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط وليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى، وإنما علم بمن يكون ذلك المولود وما شأنه وماذا سيفعل في الدنيا، وما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت، وهو أمر لا
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:46 pm
56
يستطيع أن يعلمه طبيب.
- وما حكاية كرسى الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض، وعرش الله الذي يحمله ثمانية.
- إن عقلك يسع السموات والأرض وأنت البشر الذي لا تذكر، فكيف لا يسعها كرسى الله.
والأرض والشمس والكواكب والنجوم والمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء، فكيف تعجب لحمل عرش؟
- وما هو الكرسي وما العرش؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي؟ قل لي ما الكهرباء؟ قل لي ما الجاذبية؟ قل لي ما الزمان؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي وما العرش؟ إن العالم مملوء بالأسرار وهذه بعض أسراره.
- والنملة التي تكلمت في القرآن وحذرت بقية النمل من قدوم سليمان وجيشه:
{ قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده } 18 النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال، إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل ولغة النحل، ولغة النمل الآن حقيقة مؤكدة، فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف ويتم التنظيم وتنقل الأوامر والتعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم، ولا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان، ألم يعرف الإنسان الله؟
- وكيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه:
{ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } 38 الرعد
أيخطى ربكم كما نخطى في الحساب فنمحو ونثبت، أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا؟
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه: { إن الحسنات يذهبن السيئات } 114 هود
ويقول عن عباده الصالحين: { وأوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة } 73 الأنبياء وبذلك يمحو الله دون أن يمحو وهذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:47 pm
57
- وما رأيك في الآية؟ { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } 56 الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته. أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف، أم أنك تلتذ بهذا الحب وتنتشى وتسعد لتذوقك لجمالها؟ كذلك الله وهو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله وجماله وقدره عبدته، ووجدت في عبادتك له غاية السعادة والنشوة.
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة، والله لا يعبد إلا بالعلم، ومعرفة الله هي ذروة المعارف كلها، ونهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد وأول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه، وتلك أول لذة، ثم يتعرف على أمه وأبيه وعائلته ومجتمعه وبيئته، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء والمغانم والملذات، فهو يخرج من الأرض الذهب والماس، ومن البحر اللآلئ، ومن الزرع الفواكه والثمار، وتلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة.
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الارضية ليخرج إلى السموات ويضع رجله على القمر، وبطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه، ومن أنا الذي عرفت هذا كله، ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه، بهدف معرفة نفسه والتحكم في طاقاتها وإدارتها لصالحه وصالح الآخرين، وتلك لذة أخرى.
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس. وبهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل، تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة، وكلها ورود ومسرات.
وإذا كانت في الحياة مشقة، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمى يديه الأشواك، والطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها، ولكن وصول العابد إلى معرفة ربه وانكشاف الغطاء عن عينيه ما أروعه.
يقول الصوفي لابس الخرقة: "نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف" تلك هي لذة العبادة الحقة، وهي من نصيب العابد، ولكن الله في غنى عنها وعن العالمين، ونحن لا نعبده بأمر تكليف ولكننا نعبده لأننا عرفنا جماله وجلاله، ونحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً وكرامة، تحرراً من كل عبوديات الدنيا، تحرراً من الشهوات والغرائز والأطماع والمال، ونحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده ولا نعود نعبأ باحد، خوف الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له كرامة، ومعرفته يقين وتلك هي العبادة.
نحن الذين نجنى أرباحها ومسراتها، أما الله فهو الغنى عن كل شيء، إنما
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الإثنين سبتمبر 15, 2008 11:49 pm
58
خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا، خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير، وقد أعطانا سمعاً وبصراً وهو العليم الخبير، وقد أعطانا العقل لنتزود من علمه، والحواس لنتزود من خبرته وهو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى: "عبد أطعني أجعلك ربانياً تقول للشيء كن فيكون".
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام، فكان عيسى يحيي الموتى بإذنه ويخلق من الطين طيراً بإذنه ويشفي الأعمى والأبرص بإذنه.
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا، فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد، أما العبودية لله فهي على العكس، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم، ويخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات، فحينما يقول الله:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } 56 الذاريات
فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم وأمنحهم حباً وخيراً، وكرامة وعزة، وأخلع عليهم ثوب التشريف والخلافة.
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا، ونحن المحتاجون إلى هذه العبادة والشرف، والمواهب والخيرات التي لا حد لها.
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد، ونبقى في حضرته ما شئنا وندعوه ما وسعنا، بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة ونقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء، أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء؟!
وفي ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل:
" حسب نفسي عزاً إنني عبد يحتفي بي بلا مواعيد رب هو في قدسه الأعز ولكن أنا ألقى متى وحين أحب"
ويقول: أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم "يقصد الصلوات الخمس " وتتعرض للتلف وهذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك:
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ولو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول والإعجاب.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:03 am
59
الفصل الرابع عشر موقـف الـدين من التطــور
قال صاحبي: موقفك اليوم سيكون صعباً، فعليك أن تثبت أن خلق الإنسان جاء على طريقة (جلا جلا)، أمسك الخالق قطعة طين ثم عجنها في يده ونفخ فيها فإذا بها آدم وهو كلام تخالفك فيه بشدة علوم التطور التي تقول إن صاحبك آدم جاء نتيجة سلسلة من الأطوار الحيوانية السابقة، وإنه ليس مقطوع الصلة بأفراد عائلته من الحيوانات، وإنه والقرود أولاد عمومة يلتقون معاً في سابع جد، وإن التشابه الأكيد في تفاصيل البنية التشريحية للجميع يدل على أنهم جميعاً أفراد أسرة واحدة.
قلت وأنا أستعد لمعركة علمية دسمة: دعني أصحح معلوماتك أولاً فأقول لك إن الله لم يخلق آدم على طريقة (جلا جلا) ها هنا قطعة طين ننفخ فيها فتكون آدم، فالقرآن يروي قصة مختلفة تماماً عن خلق آدم، قصة يتم فيه الخلق على مراحل وأطوار وزمن إلهي مديد، والقرآن يقول إن الإنسان لم يخرج من الطين مباشرة، وإنما خرج من سلالة جاءت من الطين
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:06 am
60
في البدء كان الطين، ثم جاءت سلالة من ماء مهين هي البدايات الأولى للإنسان التي لم تكن شيئاً مذكوراً، ثم التسوية والتصوير، ثم نفخ الروح التي بها أصبح للإنسان سمع وبصر وفؤاد، وأصبح آدم، فآدم إذن نهاية سلسلة من الأطوار وليس بدءاً مطلقاً على طريقة (جلا جلا)
هنا عملية إنبات بكل ما في الإنبات من أطوار ومراحل وزمن، ولكن اللغز الحقيقي هو ماذا كانت تلك المراحل بالضبط، وماذا كانت تلك الأطوار؟
هل كل شجرة الحياة من أب واحد، هي كلها من الطين بحكم التركيب الكيميائي، وكلها تنتهي بالموت إلى أصلها الترابي، هذه حقيقة، ولكننا نقصد من كلمة أب شيئاً أكثر من الأصل الطيني.
والسؤال هو هل تولدت من الطين خلية أولى تعددت وأنجبت كل تلك الأنواع والفصائل النباتية والحيوانية بما في ذلك الإنسان؟ أم أنه كانت هناك بدايات متعددة، بداية تطورت إلى نباتات، وبداية تطورت إلى فرع من فروع الحيوان، كالإسفنج مثلاً، وبداية أخرى خرج منها فرع آخر كالأسماك، وبداية خرجت منها الزواحف، وبداية خرجت منها الطيور، وبداية خرجت منها الثدييات، وبداية خرج منها الإنسان، وبذلك يكون للإنسان جد منفصل، ويكون لكل نوع جد خاص به؟
إن التشابه التشريحي للفروع والأنواع والفصائل لا ينفي خروج كل نوع من بداية خاصة، وإنما يدل هذا التشابه التشريحي في الجميع على وحدة الخالق، وأن صانعها جميعاً واحد، لأنه خلقها جميعاً من خامة واحدة وبأسلوب واحد وبخطة واحدة، هذه هي النتيجة الحتمية.
ولكن خروجها كلها من أب واحد ليس نتيجة محتمة لتشابهها التشريحي، فوسائل المواصلات تتشابه فيما بينها العربة والقطار والترام والديزل كلها تقوم على أسس هندسية وتركيبة متشابهة، دالة بذلك على أنها جميعاً من اختراع العقل البشري، ولكن هذا لا يمنع أن كل صنف منها جاء من أب مستقل ومن فكرة هندسية مستقلة.
كما أننا لا يصح أن نقول إن عربة اليد تطورت تلقائياً بحكم القوانين الباطنة فيها إلى عربة حنطور، ثم إلى عربة فورد ثم إلى قطار، ثم إلى ديزل.
فالواقع غير ذلك، وهو أن كل طور من هذه الأطوار جاء بطفرة ذهنية في عقل المخترع، وقفزة إبداع في عقل المهندس، لم يخرج نوع من آخر، مع أن الترتيب الزمني قد يؤيد فكرة خروج نوع من نوع.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:07 am
61
ولكن ما حدث كان غير ذلك فكل نوع جاء بطفرة إبداعية من العقل المخترع، وبدأ مستقلاً، وهذه هي أخطاء داروين والمطبات والثغرات التي وقع فيها حينما صاغ نظريته.
ودعنا نتذكر معاً ما قال داروين في كتابه "أصل الأنواع": كان أول ما اكتشفه داروين في أثناء رحلته بالسفينة "بيجل" هي الخطة التشريحية الواحدة التي بنيت عليها كل الفصائل الحيوانية، فالهيكل العظمي واحد في أغلب الحيوانات الفقرية، الذراع في القرد هو نفس الجناح في الطائر، هو نفس الجناح في الخفاش، كل عظمة هنا تقابلها عظمة تناظرها هناك مع تحورات طفيفة، لتلائم الوظيفة، فالعظام في الطيور رقيقة وخفيفة ومجوفة وهي مغطاة بالريش.
ثم نجد رقبة الزرافة الطويلة بها سبع فقرات، ورقبة الإنسان سبع فقرات، ورقبة القنفذ التي لا تذكر من فرط قصرها هي الأخرى بها سبع فقرات، وهناك خمس أصابع في يد الإنسان، ونجد نفس التخميس في أصابع القرد، والأرنب، والضفدعة، والسحلية، وفترة الحمل في الحوت والقرد والإنسان تسعة أشهر، وفترة الإرضاع في الجميع سنتان، وفقرات الذيل في القرد نجدها في الإنسان متدامجة ملتصقة فيما يسمى بالعصعص، ونجد عضلات الذيل قد تحورت في الإنسان إلى قاع متين للحوض، ثم نجد القلب بغرفه الأربع في الحصان والحمار والأرنب والحمامة والإنسان، ونفس الخطة في تفرع الشرايين والأوردة، ثم نجد نفس الخطة في الجهاز الهضمي، البلعوم ثم المعدة ثم "الاثنى عشر" ثم الأمعاء الدقيقة ثم الأمعاء الغليظة ثم الشرج.
والجهاز التناسلي، نفس الخصية والمبيض وقنوات الخصية وقنوات المبيض، وكذلك الجهاز البولي، نفس الكلية والحالب وحويصلة البول. والجهاز التنفسي، القصبة الهوائية والرئتين، ونجد أن الرئة في البرمائيات هي نفس كيس العوم في السمكة.
كان طبيعياً بعد هذا أن يتصور داروين أن الحيوانات كلها أفراد أسرة واحدة تفرقت بهم البيئات فتكيفت كل فصيلة مع بيئتها، الحوت في المنطقة الجليدية لبس معطفاً من الشحم، والدببة لبست الفراء، وإنسان الغابة في الشمس الاستوائية أسودّ جلده فأصبح كالمظلة الواقية ليقيه الشمس، وسحالي الكهوف ضمرت عيونها لأنها لا تجد لها فائدة في الظلام فأصبحت عمياء في حين نجد سحالي البراري مبصرة، والحيوانات التي نزلت الماء طورت أطرافها إلى زعانف، والتي غزت الجو طورت أطرافها إلى أجنحة، وزواحف الأرض طورت أطرافها إلى أرجل.
ثم ألا يحكي الجنين القصة؟ ففي مرحلة من مراحل نموه نراه يتنفس بالخياشيم ثم تضمر الخياشيم وتظهر فيه الرئتان، وفي مرحلة نجد له ذيلاً يضمر الذيل ويختفي، وفي مرحلة نراه يكتسي بالشعر ثم ينحسر بعد ذلك الشعر عن جسمه.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:07 am
62
ثم ألا تحكي لنا طبقات الصخور بما حفظت لنا من حفريات قصة متسلسلة الحلقات عن ظهور واختفاء هذه الأنواع الواحد بعد الآخر من الحيوانات البسيطة وحيدة الخلية، إلى عديدة الخلايا، إلى الرخويات، إلى القشريات، إلى الأسماك، إلى البرمائيات، إلى الزواحف، إلى الطيور، إلى الثدييات، وأخيراً إلى الإنسان.
ولقد أصاب داروين وأبدع حينما وضع هذه المقدمة القيمة في التشابه التشريحي بين الحيوانات وأصاب حينما قال بالتطور، ولكنه أخطأ حينما حاول أن يفسر عملية الارتقاء، وأخطأ حينما حاول أن يتصور مراحل هذا الارتقاء وتفاصيله.
كان تفسير داروين لعملية الارتقاء أنه يتم بالعوامل المادية التلقائية وحدها، حيث تتقاتل الحيوانات بالناب والمخلب في صراع الحياة الدموي الرهيب فيموت الضعيف ويكون البقاء دائماً للأصلح، تلك الحرب الناشبة في الطبيعة هي التي تفرز الصالح والقوي وتشجعه وتبقي على نسله، وتفسح أمامه سبل الحياة.
وإذا كانت هذه النظرية تفسر لنا بقاء الأقوى فإنما لا تفسر لنا بقاء الأجمل، فإن الجناح المنقوش لا يمتاز بأي صلاحيات مادية أو معاشية عن الجناح الأبيض، وليس أكفأ منه في الطيران.
وإذا قلنا إن الذكر يفضل الجناح المنقوش، في التزاوج، فسوف نسأل ولماذا؟ ما دام هذا النقش لا يمثل أي مزيد من الكفاءة؟
وإذا دخل تفضيل الأجمل في الحساب فإن النظرية المادية تنهار من أساسها، وتبقى النظرية بعد ذلك عاجزة عن تفسير لماذا خرج من عائلة الحمار شيء كالحصان، ولماذا خرج من عائلة الوعل شيء رقيق مرهف وجميل كالغزال، مع أنه أقل قوة وأقل احتمالاً، كيف نفسر جناح الهدهد وريشة الطاووس وموديلات الفراش بألوانها البديعة ونقوشها المذهلة، ونحن هنا أمام يد مصور فنان يتفنن ويبدع، ولسنا أمام عملية غليظة كصراع البقاء وحرب المخلب والناب.
والخطأ الثاني في نظرية التطور جاء بعد ذلك من أصحاب نظرية الطفرة، والطفرات هي الصفات الجديدة المفاجئة التي تظهر في النسل نتيجة تغيرات غير محسوبة، في عملية تزاوج الخلية الأنثوية والخلية الذكرية ولقاء الكروموسومات لتحديد الصفات الوراثية.
وأحياناً تكون هذه الصفات الجديدة صفات ضارة كالمسوخ والتشوهات، وأحياناً تكون طفرات مفيدة للبيئة الجديدة للحيوان كأن تظهر للحيوان الذي ينزل الماء أرجل مبططة، فتكون صفة جديدة مفيدة، لأن الأرجل المبططة أنسب للسباحة، فتشجع الطبيعة هذه الصفة وتنقلها إلى الأجيال الجديدة، وتقضي على الصفة القديمة لعدم صلاحيتها، وبذلك يحدث الارتقاء وتتطور الأرجل
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:08 am
63
العادية إلى أرجل غشائية.
وخطأ هذه النظرية أنها أقامت التطور على أساس الطفرات والأخطاء العشوائية، وأسقطت عملية التدبير والإبداع تماماً، ولا يمكن أن تصلح هذه الطفرات العشوائية أساساً لما نرى حولنا من دقة وإبداع وإحكام في كل شيء.
إن البعوضة تضع بيضها في المستنقع، وكل بيضة تأتي إلى الوجود مزودة بكيسين للطفو، من أين تعلمت البعوضة قوانين أرخميدس لتزود بيضها بهذه الأكياس الطافية؟
وأشجار الصحارى تنتج بذوراً مجنحة تطير مع الرياح أميالاً وتنتثر في مساحات واسعة بلا حدود، من أين تعلمت أشجار الصحارى قوانين الحمل الهوائي لتصنع لنفسها هذه البذور المجنحة، التي تطير مئات الأميال بحثاً عن أراض ملائمة للإنبات؟
وهذه النباتات المفترسة التي تصطنع لنفسها الفخاخ والشراك الخداعية العجيبة لتصيد الحشرات وتهضمها وتأكلها بأي عقل استطاعت أن تصطنع تلك الحيل؟
نحن هنا أمام عقل كلي يفكر ويبتكر لمخلوقاته ويبدع لها أسباب الحيل، لا يمكن تصور حدوث الارتقاء بدون هذا العقل المبدع
والعقبة الثالثة أمام نظرية داروين هي ما اكتشفناه الآن باسم الخريطة الكروموسومية أو خريطة الجينات، ونحن نعلم الآن أن لكل نوع حيواني خريطة كروموسومية خاصة به، ويستحيل أن يخرج نوع من نوع بسبب اختلاف هذه الخريطة الكروموسومية.
نخلص من هذا إلى أن نظرية داروين تعثرت، وإذا كان التشابه التشريحي بين الحيوانات حقيقة متفق عليها، وإذا كان التطور أيضاً حقيقة، فإن مراحل هذا التطور وكيفياته ما زالت لغزاً.
هل كانت هناك بدايات مستقلة أم أن بعض الفروع تلتقي عند أصول واحدة؟
والتطور وارد باللفظ الصريح في القرآن، كما أن مراحل الخلق والتصوير والتسوية ونفخ الروح واردة، ولكن لم يستقر العلم على نظرية ثابتة لتلك المراحل بعد، وإذا عدنا لسورة السجدة التي تحكي عن الله أنه
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:09 am
64
تَشْكُرُونَ } 7-9 السجدة
فإن معنى الآية صريح في أن البدايات الأولى للإنسان التي جاء منها آدم فيما بعد، وهي تلك التي جاء نسلها من ماء مهين، لم يكن لها سمع ولا أبصار ولا أفئدة، وإنما جاءت هذه الأبصار والأسماع والأفئدة بعد نفخ الروح وهي آخر مراحل خلق آدم، هي إذاً بدايات أشبه بالحياة الحيوانية المتخلفة
هو تفسير لا يختلف كثيراً عن العلوم التي تتحدث عنها، ولكن نفس الآية قد تعني معنى آخر هو أطوار الجنين داخل الرحم وكيف يتخلق من بدايات لا سمع فيها ولا بصر ثم يأتي نفخ الروح في هذه المضغة في الشهر الرابع فتستوي خلقاً آخر، آيات الخلق إذن متشابهات والقرآن يحمل أكثر من وجه من وجوه التفسير والحقيقة بعد هذا ما زالت لغزاً، ولا يستطيع أحد أن يدعي أنه كشف الحقيقة، والسؤال ما زال مفتوحاً للبحث، وكل ما جاء به العلم فروض.
وربما كانت أرجح الآراء أن التسوية المذكورة في القرآن
كانت تسوية سلالية بشيء أشبه بالهندسة الوراثية وأن الأمر ليس تطوراً كما يقول داروين ولكنه تطوير يحدث بتدخل وفعل إلهي لإعداد الحشوة الحية (وهي في أصل المنشأ من الطين) لتستقبل نفخة الروح وحلول النفس فيها لتكون آدم.
ثم النفس وحكايتها هي سؤال آخر أكثر ألغازاً، هل يكون للنفس تصوير في القوالب الطينية فتكون لها تجسدات متعداة وتاريخ وتطور هي الأخرى؟ أم أنها على حالها من علم الله بها منذ الأزل؟ الله أعلم، والموضوع كله عماء.
وربما كان أفضل فهم لعملية التطور أنها كانت تطويراً بفعل فاعل وبذات مبدعة خلاّقة ولم تكن تطوراً تلقائياً كما تصورها داروين وصحبه ولم تكن مراحل متروكة للصدفة، وإنما كانت تخليقاً مراداً ومخططاً خالق قادر حكيم، وإنها هندسة وراثية لمهندس عظيم ليس كمثله شيء.
وما جاء في القرآن هو أصدق صورة لما حدث، والقطع في هذه القضية مستحيل، وما زال القرآن يفرض نفسه بلا بديل.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:09 am
الفصل الخامس عشر كلمة لا إله إلا الله
قال صاحبي: ألست معي في أنكم تبالغون كثيراً في استخدام كلمة لا إله إلا الله وكأنها مفتاح لكل باب، تشيعون بها الميت وتستقبلون الوليد وتطبعونها على الأختام وتنقشونها على القلائد وتصكون بها العملات وتعلقونها على الجدران، من ينطق بها منكم تقولون أن جسمه أعتق من النار، فإذا نطق بها مائة ألف مرة دخل الجنة وكأنها طلسم سحري أو تعويذة لطرد الجن أو قمقم لحبس المردة، ثم هذه الحروف التي لا تعرفون لها معنى، ا . ل . م، كهيعص، طسم، حم، الر.
هل أنجو من العذاب إذا قلت لا إله إلا الله، إذاً فإني أقولها وأشهدك وأشهد الحضور على ذلك، لا إله إلا الله، هل انتهى الأمر.
قلت له: بل أنت لم تقل شيئاً، إن لا إله إلا الله لمن يعمل بها وليست لمن يشقشق بها لسانه، لا إله إلا الله منهج عمل وخطة حياة وليست مجرد حروف، ودعنا نفكر قليلاً في معناها، إننا حينما نقول لا إله إلا الله نعني أنه لا معبود إلا الله وبين لا وإلا بين النفي والإثبات في العبارة بين هاتين الدفتين تقع العقيدة كلها، لا النافية تنفي الألوهية عن كل شيء، عن كل ما نعبد من مشتهيات في الدنيا، عن المال والجاه والسلطان واللذات وترف العيش والنساء الباهرات والعز الفاره، لكل هذا نقول لا، لا نعبدك، لست إلهاً، ثم نقول لا لنفوسنا التي تشتهي تلك الأشياء لأن الإنسان يعبد نفسه في العادة ويعبد رأيه ويعبد هواه واختياره ومزاجه ويعبد ذكاءه ومواهبه وشهرته ويتصور أن بيده مقاليد الأمور وأقدار الناس والمجتمع، ويجعل من نفسه إلهاً دون أن يدري، لهذه النفس نحن نقول لا، لا نعبدك، لست إلهاً.
نقول (لا) للمدير والرئيس والحاكم، لا لست إلهاً.
ومعنى كلمة (إله) أي (فاعل)، والفاعل بحق عندنا هو الله، أما كل هذه الأشياء فوسائط وأسباب، المدير والوزير والرئيس والمال والجاه والسلطان والنفس بذكائها ومواهبها، لكل هذا نقول لا، لست إلهاً.
(إلا) واحد نستثنيه ونثبت له تلك الفاعلية والقدرة هو الله. وبين لا وإلا بين هذا النفي وهذا الإثبات تقع العقيدة كلها فمن كان مشغولاً بجمع المال وتكديس الثروات وتملق السلطان والتزلف للرؤساء وتحري اللذات واتباع هوى نفسه وتعشق رأيه والتعصب لوجهة نظره، فهو لم يقل لا لكل هــذه المعبودات وهو ساجد في محرابها دون أن يدري وحينما يقول لا إله إلا الله فهو يقولها كاذباً، يقول بلسانه ما لا يفعل بيديه ورجليه.
ومعنى (لا إله إلا الله) أنه لا حسيب ولا رقيب إلا الله، هو وحده الجدير بالخشية والخوف والمراقبة، فمن كان يخاف المرض ومن كان يخاف الميكروب ومن كان يخاف عصا الشرطي وجند الحاكم فإنه لم يقل (لا) لكل تلك الآلهة الوهمية، وإنما هو مازال ساجداً لها وقد أشرك مع خالقه كل تلك الآلهة المزيفة، فهو كاذب في كلمة (لا إله إلا الله)، ومعنى ذلك أن (لا إله إلا الله)
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:10 am
عهد ودستور ومنهج حياة، والمقصود بها، العمل بها.
فمن عمل بها كانت له طلسماً بالفعل يفتح له كل الأبواب العصيّة، وكانت نجاة في الدنيا والآخرة ومدخلاً إلا الجنة، أما نطق اللسان بدون تصديق القلب وعمل الجوارح، فإنه لا يغني.
و(لا إله إلا الله) تعنى أكثر من هذا موقفاً فلسفياً
يقول الدكتور زكي نجيب محمود أن (شهادة لا إله إلا الله) تتضمن الإقرار بثلاث حقائق، أن الشاهد موجود والمشهود موجود، والحضور الذين تلقى أمامهم الشهادة موجودون أيضاً أي أنها إقرار صريح بأن الذات والله والآخرين لهم جميعاً وجود حقيقي.
وبهذا يرفض الإسلام الفلسفة المثالية كما يرفض الفلسفة المادية في ذات الوقت، يرفض اليمين واليسار معًا ويختار موقفاً وسطاً.
يرفض المثالية الفلسفية، لأن المثالية الفلسفية لا تعترف بوجود الآخرين ولا بوجود العالم الموضوعي كحقيقة خارجية مستقلة عن العقل، وإنما كل شيء في نظر الفلسفة المثالية يجرى كأنه حلم في دماغ، أو أفكار في عقل، أنت والراديو والشارع والمجتمع والصحيفة والحرب كلها حوادث ومرائي وأحلام تجري في عقليّ، لا وجود حقيقي للعالم الخارجي.
وهذا الموقف المثالي المتطرف يرفضه الإسلام وترفضه الشهادة لأنها كما قلنا إقرار صريح بأن الشاهد والمشهود والحضور الذين تلقى أمامهم الشهادة أي الذات والله والآخرين حقائق مقررة.
كما يرفض الإسلام أيضاً الفلسفة المادية لأن الفلسفة المادية تعترف بالعالم الموضوعي ولكنها تنكر ما وراءه، تنكر الغيب والله.
والإسلام بهذا يقدم فلسفة واقعية وفكراً واقعياً فيعترف بالعالم الموضوعي ثم يضيف إلى هذا العالم كل الثراء الذي يتضمنه الوجود الإلهي الغيبي، ويقدم تركيباً جدلياً جامعاً بين فكر اليمين وفكر اليسار في فلسفة جامعة ما زالت تتحدى كل اجتهاد المفكرين فتسبق ما سطروا من نظريات ظنية لا تقوم على يقين.
شهادة (لاإله إلا الله) تعنى إذاً منهج حياة وموقفاً فلسفياً، ولهذا فأنت تكذب وأنت الرجل الماديّ الذي اخترت موقفاً فلسفياً ماديـاً وأنت تنطق بالشهادة كذبتين:
الكذبة الأولى أنك تشهد بما ينافي فلسفتك. والكذبة الثانية أنك لا تعمل بهذه الشهادة في حياتك قدر خردلة.
أما حكاية، ا . ل . م . وكهيعص . حم . الر . فدعنى أسألك، وما حكـاية س ص ولوغاريتم ومعادلة الطاقة ط = ك × س2 وهي ألغاز وطلاسم بالنسبة لمن لا
يعرف شيئـاً في الحساب والجبر والرياضيات، وعند العالمين لها معانى خطيرة، كذلك هذه الحروف حينما يكشف لنا عن معناها.
قال صاحبي في سخرية: وهل كشف لك عن معناها؟
قلت وأنا ألقي بالقنبلة: هذا موضوع مثير يحتاج إلى كلام آخر طويل سوف يدهشك.
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:10 am
الفصل السادس عشر كـــهـــيــعــص
قلت لصديقي الملحد: لا شك أن هذه الحروف المقطعة في أوائل السور قد صدمتك حينما طالعتها لأول مرة، هذه الـ حم، طسم، الم، كهيعص، ق، ص، ترى ماذا قلت لنفسك وأنت تقرأها؟
اكتفى بأن يمط شفتيه في لا مبالاة ويقول في غمغمة مبتورة: - يعني.
- يعنى ماذا
- يعنى، أي كلام يضحك به النبي عليكم.
- حسنـاً دعنا نختبر هذا الكلام الذي تدعي أنه كلام فارغ والذي تصورت أن النبي يضحك به علينا، ودعنا نأخذ سورة صغيرة بسيطة من هذه السور، سورة ق مثـلاً، ونجرى تجربة، فنعد ما فيها من قافات وسنجد أن فيها 57 قافاً، ثم نأخذ السورة التالية وهي سورة الشورى وهي ضعفها في الطول وفي فواتحها حرف ق أيضاً، وسنجد أن فيها عى الأخرى 57 قافـاً.
هل هي صدفة، لنجمع 57 + 57 = 114 عدد سور القرآن، هل تذكر كيف تبدأ سورة ق، وكيف تختتم، في بدايتها { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } وفي ختامها، { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } وكأنما هي إشارات بأن ق ترمز للقرآن، ومجموع القافات 114 وهي مجموع سور القرآن.
قال صاحبي في لا مبالاة : - هذه أمور من قبيل الصدف
قلت في هدوء: سنمضى في التجربة ونضع سور القرآن في العقل الإلكتروني ونسأله أن
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:11 am
68
يقدم لنا احصائية بمعدلات توارد حرف القاف في جميع السور.
قال وقد توترت أعصابه وتيقظ تماماً: - وهل فعلوها ؟
قلت في هدوء: - نعم فعلوها .
- وماذا كانت النتيجة؟
- قال لنا العقل الإلكتروني أن أعلى المتوسطات والمعدلات موجودة في سورة ق وأن هذه السورة قد تفوقت حسابياً على كل المصحف في هذا الحرف، هل هي صدفة أخرى؟
- غريب.
- وســورة الرعـد تبدأ بالحرف ا ل م ر قدم لنا العقل الإلكتروني احصائية بتوارد هذه الحروف في داخل الســور كالآتى:
ا ترد 625 مرة ل ترد 479 مرة م ترد 260 مرة ر ترد 137 مرة
هكذا وفي ترتيب تنازلي ا ثم ل ثم م ثم ر، بنفس الترتيب الذي كتبت به (ا ل م ر) تنازليـاً ثم قام العقل الإلكتروني بإحصاء معدلات توارد هذه الحروف في المصحف كله، وألقى إلينا بالقنبلة الثانية، أن أعلى المعدلات والمتوسطات لهذه الحروف هي في سورة الرعد، وأن هذه السورة تفوقت حسابياً في هذه الحروف على جميع المصحف.
نفس الحكاية في ا ل م البقرة
ا وردت 4592 مرة ل وردت 3204 مرات م وردت 2195 مرة
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م، ثم يقول لنا العقل الإلكتروني أن هذه الحروف الثلاثة لها تفوق حسابي على باقي الحروف في داخل سورة البقرة.
نفس الحكاية في ا ل م سورة آل عمران
ا وردت 2578 مرة .
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:13 am
ل وردت 1885 مرة . م وردت 1251 مرة .
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م وهي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف.
نفس الحكاية ا ل م سورة العنكبوت
ا وردت 784 مرة . ل وردت 554 مرة . م وردت 344 مرة .
بنفس الترتيب التنازلى ا ل م وهي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف
نفس الحكاية في ا ل م سورة الروم
ا وردت 547 مرة . ل وردت 396 مرة . م وردت 318 مرة .
بنفس الترتيب ا ل م ثم هي تتوارد في السورة بمعدلات أعلى من باقي الحروف.
وفي جميع السور التي ابتدأت بالحروف ا ل م نجد أن السور المكية تتفوق حسابياً في معدلاتها على باقي السور المكية، والمدنية تتفوق حسابياً في معدلاتها من هذه الحروف على باقي السور المدنية.
وبالمثل في ا ل م ص سورة الأعراف، يقول لنا العقل الإلكتروني أن معدلات هذه الحروف هي أعلى ما تكون في سورة الأعراف، وأنها تتفوق حسابياً على كل السور المكية في المصحف.
وفي سورة طـه نجد أن الحرف طـ والحرف هـ يتواردان فيها بمعدلات تتفوق على كل السور المكية، وكذلك في كهيعص مريم ترتفع معدلات هذه الحروف على كل السور المكية في المصحف.
كما نجد أن جميع السور التي افتتحت بالحروف حـم، إذا ضمت إلى بعضها فإن معدلات توارد الحرف ح والحرف م تتفوق على كل السور المكية في المصحف.
وبالمثل السورتان اللتان افتتحتا بحرف ص وهما سورة ص والأعراف (ا ل م ص) ويلاحظ أنهما نزلتا متتابعتين في الوحي، إذا ضمتا معاً تفوقاً حسابياً في
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:14 am
هذه الحروف على باقي المصحف.
وكذلك السور التي افتتحت بالحروف (ا ل ر) وهي إبراهيم ويونس وهود ويوسف والحجر وأربع منها جاءت متتابعة في تواريخ الوحي، إذا ضمت لبعضها، أعطانا العقل الإلكتروني أعلى معدلات في نسبة توارد حروفها ا ل ر على كل السور المكية في المصحف.
أما في سورة يـس فإننا نلاحظ أن الدلالة موجودة ولكنها انعكست، لأن ترتيب الحروف انعكس؛ فالياء في الأول يـس "بعكس الترتيب الأبجدي"، ولهذا نرى أن توارد الحرف ي والحرف س هو أقل من توارده في جميع المصحف مدنياً ومكـياً، فالدلالة الإحصائية هنا موجودة ولكنها انعكست.
كان صاحبي قد سكت تماماً
قلت وأنا أطمئنه: أنا لا أقول هذا الكلام من عند نفسي وإنما هي دراسة قام بها عالم مصريّ في أمريكا هو الدكتور رشاد خليفة، وهذا الكتاب الذي بين يديك يقدم لك هذه الدراسة مفصلة:
Miracle of Quran slamic Productions international in St. Louis mo
وقدمت إليه كتاباً إنجليزياً مطبوعاً في أمريكا للمؤلف، أخذ صاحبي يقلب الكتاب في صمت.
قلت: لم تعد المسألة صدفة، وإنما نحن أمام قوانين محكمـة وحروف محسوبة كل حرف وضع بميزان ورحت أتلو عليه من سورة الشورى
وأي ميـــزان، نحن هنا أمام ميزان يدق حتى يزن الشعرة والحرف، أظن أن فكرة النبي الذي يؤلف القرآن ويقول لنفسه سلفاً سوف أؤلف ســورة الرعد من حروف (ا ل م ر) وأورد بها أعلى معدلات من هذه الحروف على باقي الكتاب وهو لم يؤلف بعد الكتاب مثل هذا الظن لم يعد جائزاً، وأين هذا الذي يحصي له هذه المعدلات وهي مهمة لا يستطيع أن يقوم بها إلا عقل إلكتروني ولو تكفل هو بها فإنه سيقضي بضع سنين ليحصى الحروف في سورة واحدة يجمع ويطرح بعلوم عصره وهو لا يعرف حتى علوم عصره وهو سيؤلف أو يشتغل عداداً للحروف.
نحن هنا أمام استحالة، فإذا عرفنا أن القرآن نزل مفرقاً ومقطعاً على 23 سنة، فإننا سوف نعرف أن وضع معدلات إحصائية مسبقة بحروفه هي
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:14 am
هذه الحروف على باقي المصحف.
وكذلك السور التي افتتحت بالحروف (ا ل ر) وهي إبراهيم ويونس وهود ويوسف والحجر وأربع منها جاءت متتابعة في تواريخ الوحي، إذا ضمت لبعضها، أعطانا العقل الإلكتروني أعلى معدلات في نسبة توارد حروفها ا ل ر على كل السور المكية في المصحف.
أما في سورة يـس فإننا نلاحظ أن الدلالة موجودة ولكنها انعكست، لأن ترتيب الحروف انعكس؛ فالياء في الأول يـس "بعكس الترتيب الأبجدي"، ولهذا نرى أن توارد الحرف ي والحرف س هو أقل من توارده في جميع المصحف مدنياً ومكـياً، فالدلالة الإحصائية هنا موجودة ولكنها انعكست.
كان صاحبي قد سكت تماماً
قلت وأنا أطمئنه: أنا لا أقول هذا الكلام من عند نفسي وإنما هي دراسة قام بها عالم مصريّ في أمريكا هو الدكتور رشاد خليفة، وهذا الكتاب الذي بين يديك يقدم لك هذه الدراسة مفصلة:
Miracle of Quran slamic Productions international in St. Louis mo
وقدمت إليه كتاباً إنجليزياً مطبوعاً في أمريكا للمؤلف، أخذ صاحبي يقلب الكتاب في صمت.
قلت: لم تعد المسألة صدفة، وإنما نحن أمام قوانين محكمـة وحروف محسوبة كل حرف وضع بميزان ورحت أتلو عليه من سورة الشورى
وأي ميـــزان، نحن هنا أمام ميزان يدق حتى يزن الشعرة والحرف، أظن أن فكرة النبي الذي يؤلف القرآن ويقول لنفسه سلفاً سوف أؤلف ســورة الرعد من حروف (ا ل م ر) وأورد بها أعلى معدلات من هذه الحروف على باقي الكتاب وهو لم يؤلف بعد الكتاب مثل هذا الظن لم يعد جائزاً، وأين هذا الذي يحصي له هذه المعدلات وهي مهمة لا يستطيع أن يقوم بها إلا عقل إلكتروني ولو تكفل هو بها فإنه سيقضي بضع سنين ليحصى الحروف في سورة واحدة يجمع ويطرح بعلوم عصره وهو لا يعرف حتى علوم عصره وهو سيؤلف أو يشتغل عداداً للحروف.
نحن هنا أمام استحالة، فإذا عرفنا أن القرآن نزل مفرقاً ومقطعاً على 23 سنة، فإننا سوف نعرف أن وضع معدلات إحصائية مسبقة بحروفه هي
Muhammad 2024 > مسافر بالشبح <
عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: رد: مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 12:14 am
استحالة أخرى، وأمر لا يمكن أن يعرفه إلا العليم الذي يعلم كل شيء قبل حدوثه والذي يحصى بأسرع وأدق من كل العقول الإلكترونية، الله الذي أحاط بكل شيء علماً، وما هذه الحروف المقطعة في فواتح السور إلا رموز علمه بثها في تضاعيف كتابه لنكشفها نحن على مدى الزمان.