من كتاب رائع 3

آفات العلم وبيان علماء السوء وعلماء الآخرة

علماء السوء: هم الذين قصدوا من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى المنزلة عند أهلها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم" مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمَاً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلْ ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيْبَ بِهِ عَرَضَاً مِنَ الدُّنْيا ,لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ" يعني ريحها..
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:((مَنْ تَعَلَّمَ العِلْمَ لِيُبَاهِي بِهِ العُلَمَاءْ ,أَوَ يُمَاري بِهِ السُّفَهَاءْ ،أَو يَصْرِفَ بِهِ وجُوْهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ،فَهُو فِي النَّارْ))..

علماء الآخرة: هم الذين قصدوا من العلم رضا الله عز وجل وعلموا أن الدنيا حقيرة وأن الآخرة شريفة والذين لا تخالف أقوالهم أفعالهم .
وليس على العالم أن يكون زاهداً ولا معرضا عن المباحات .ولكن عليه أن يقلل من الاهتمام بالدنيا مهما استطاع . فكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يصبر كثيرا على خشونة العيش ومرّ بحياته بظروف صعبة جداً. بينما أن الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى كان تاجرا كبيرا من تجار العراق وكان يرتدي من أفخم وأغلى الثياب.
صفات علماء الآخرة:
1- أن يكوني منقطعين عن الملوك ومحترزين من مخالطتهم.
2- إتباع الصحابة وخير التابعين.
3- البحث عن أسرار الأعمال الشرعية . والملاحظة لحكمها.
4- أن يكثروا من بحثهم في علم الأعمال عن ما يفسدها ويكدر قلوب أصحابها
5- أن لا يتسرعوا في الفتوى ولا يفتوا إلا بما علموا صحته تماما .
لقد كان السلف رضي الله عنهم يتدافعون في الفتوى حتى ترجع للأول .
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله : أدركت في هذا المسجد مائة وعشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ما أحدٌ يُسْأَلُ عن حديث أو فتوى إلا صرفه إلى الآخر كي يجيبه بدلا منه وذلك خوفا من أن يقع في الخطأ