عدد الرسائل : 1806 العمر : 35 <font color=\"#CD3700\" >المؤهل العلمي :< : > ثانوي .. و متابع > : > : تاريخ التسجيل : 20/08/2008
موضوع: _______________> وطني <________________ الإثنين أغسطس 25, 2008 3:29 pm
}} وطني {{ _____________ بقلم : اورنانشا ماروكي يوسف
وطني ...
وطني غابات صنوبر و ليمون
و طني مرتفعات الشَّيخ و قلمون
و طني غدائر بردى و العاصي
و طني كلمةُ اختصرت ما عجزت عنه قطاراتٌ
و حين رفعت طبشورتي لأرسمه ..... , ما رسمته إلا كوخاً بُنيّاً .... و أنا الى حضنه أركض ... ملتجئاً ....
من الريــــــح التي .... سرقت معطفي
من الطين الذي ........ افـترس قـدمـي
و حــيـــــــن دخــلــــــــــت كـــنــــفــه الــــــــــدافـــئ,
مـــــــاتــت .. الريـــــح
و سجـــن .. الــمــطر
و اعــــــدم .. الطــيــن ,
و لمحت النار في المدخنة مشتعلةً , و جدتي على المقعد الخشبي متكئة , و الخذروف على الأرض مرميٌّ , و الدمية على الأريكة منطرحةً ,
و إخواني كخراف حول جدتي جالسين يستمعون القصة و يستمتعون بالرواية
فعجبت لوطني الكوخ و الجدة .
لكن المطر انهمر و مسح برقعته كل جنوني و خزعبلاتي التي رسمتها بالطبشور على الحيطان
فعلمت أن أفضال الوطن لا ترسم و قصائدها لا تكتب .
ولما نظرت إلى
خبزه الأسمر ....
و زعتره الأخضر ....
و جبنته و حليبه الأبيض ...
عرفت أنه لا يزال ذلك الريفيًّ الفقير .... و أيقنت أنه ذلك الصوت الذي ينادينا لنرفع معاً بالعلم و المعرفة صرح المجد و العزة عليا شامخاً يناطح السحاب .. و يثأر من النّجوم.
و أدركت أنه ذلك الصارخ المتوجع من العربة الخشبية التي وقعت على جسده الهزيل من أمدٍ طويلٍ , و هو الذي يناجينا
لنرفعها عنه.. و نرمم خشبها .. ونضع دولابها .. ونعيد لها أحصنتها .. و نجعلها كعربة سندريلا تطير بنا و بوطننا الى قصور الملوك و حفلات العظام .
و انه يُعَجِلُنَا لنقتل عيدان القصب المتوحشة .. كقبائل البربر منتشرة في أشلائه و بقاع أرضه ...... و أن ننجبها
من رحم المعول و العرق و الكف ... عيدان قصب وديعة كريمة تجود بالسكر و شبابة الراعي ,
و أخيراًَ ........
الى ذلك العجوز الهرم الدرويش الذي بانت عروق الكدح على يديه اليابستين ...
و لوحة السنين الوعرة المجعدة على جبهته و جفنيه
كيف لي أن أنساك... و أمحو حبك من قلبي و من روحي....؟
......و أنت القلب و الروح و الدم الذي يجري في عروقي و شراييني
كيف لك يا دهر أن تسألني .... عن إحساسي و عاطفتي لوطني ...؟
و وطني ... أمي و أبي
و وطني ... صحبي و مدرستي
و وطني ... ذكرياتي و عقلي
و وطني ... ضحكاتي و دموعي
و وطني ... من بشرني بالسعادة و من غذى قلبي بالمحبة
و وطني ... الذي يفجر نافورة من حنين و نحيب ..
كلما ابتعدت عن أحضانه الخضراء ...
و يسرع بقدميه الطويلتين إلى الميناء..
و يضع ذراعيه اللانهائيتين على المرفأ ..
ينتظر سفينتي
و يرسل بقبلاته الحارة مع النورس ..
يسمع الصّفارة.. و سمة الأمل لا تطير عن غصن شدقيه ,